أولاً: نية صالحة وعزم على أن تكون حياتك، وأن يكون ديدنك إعلاء كلمة التوحيد ونصرة دين الله. وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتاً خاصة لعبادة الله والتفرغ بين يديه تعبد الله في الرخاء وتحمده في الشدة وعليك بالحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الأمر، وصدق في العزيمة ولا يصلح مع الله سبحانه وتعالى إلا الصدق وإلا العمل الخفي بين المرء وربه.
ثانياً: عليك أن تجد وتجتهد في النظر في شؤون الذين سيوليك الله أمرهم بالنصح سراً وعلانية والعدل في المحب والمبغض وتحكيم هذه الشريعة في الدقيق والجليل والقيام بخدمتها باطناً وظاهراً وينبغي ألا تأخذك في الله لومة لائم.
ثالثاً: عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة وفي أمر أسرتك خاصة، أجعل كبيرهم والداً، ومتوسطهم أخاً، وصغيرهم ولداً، وهِنْ نفسك لرضاهم، وامح زلتهم، وأقل عثرتهم، وانصح لهم، واقض لوازمهم بقدر إمكانك، فإذا فهمت وصيتي هذه، ولازمت الصدق والإخلاص في العمل فأبشر بالخير، وأوصيك بعلماء المسلمين خيراً.
احرص على توقيرهم، ومجالستهم وأخذ نصيحتهم.
واحرص على تعميم العلم، لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم ومعرفة هذه العقيدة. احفظ الله يحفظك.." [٢٠] .
ومن أقواله رحمه الله: "كل أمة تريد أن تنهض، لابد لكل فرد فيها من أن يقوم بواجبات ثلاثة:
أولها: واجباته نحو الله والدين.
وثانيها: واجباته في حفظ أمجاد أجداده وبلاده.
وثالثها: واجباته نحو شرفه الشَّخصي".
وقال: أنا قوي بالله تعالى ثم بشعبي، وشعبي كلهم: كتاب الله في رقابهم وسيوفهم بأيديهم، يناضلون ويكافحون في سبيل الله. ولست أدعي أنهم أقوياء بعَدَدهم أو عُدَدهم ولكنهم أقوياء إن شاء الله بإيمانهم" [٢١] .