كان الملك عبد العزيز رحمه الله يدرك أهمية صلاح موظفي الدولة وأن كثيراً من الفساد إنما يدب في الدول بسبب هذه الشريحة ولهذا كان يتعهدها دائماً بالتوجيه والتقويم والتأديب عند الحاجة.
يقول موجهاً أول دفعة من خريجي المعهد العلمي السعودي:"أنتم أول ثمرة من غرسنا... فاعرفوا قدر العلم واعملوا به لأن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر لقد بعث الله صفوة الخلق في هذه البلاد، ونزل عليه جبريل بقرآن عربي غير ذي عوج فلنعرف قدر هذا ونحتفظ بديننا، وعربيتنا ويجب أن نحبهما حباً جماً"[٢٢] .
ويؤكد في المؤتمر الوطني على المتابعة فيقول:"... أنتم المسؤولون عند الله ثم عندي، وعند الأمة فيجب أن تقدروا هذه المهمة حق قدرها وتعملوا لها بما فيه النفع"[٢٣] .
وأمام عدد من كبار موظفي الدولة يقول:"... وثقوا بأننا سنتولى أمر التفتيش عن ذلك بأنفسنا، ونقسم بالله أننا سنهاجمكم على حين غرة، فإذا رأيت أحدكم حاد عن الطريق السوي وقام بأعمال تلزم إدانته بدأنا بإدانة رئيسه ثم بإدانة ذلك الشخص بدون هوادة ولا شفقة، وأعلمكم بأن الجزاء والقصاص لن يكون إلا صارماً"[٢٤] .
يقول كشك:"ومعروف تحذيره لأولاده ومعاونيه من سيطرة الخدم، وضربه المثل بدولة عمه عبد الله بن فيصل الذي أساء خدمه معاملة الناس فانفضوا من حوله، وكتب إلى صهره السديري: وتدري الخدام إذا صار لهم مدخل بالأمر دوروا مصالحهم وعفاناتهم وهذا كله شيء بطال"[٢٥] .