ويحث الناس على مساعدته على ضبط ولاته ومتابعتهم ومنع أي تجاوزات منهم، فيبث الإعلان التالي بين الناس:"من عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن سعود إلى شعب الجزيرة العربية على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلماً وقع عليه أن يتقدم إلينا بالشكوى، وعلى كل من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق أو البريد المجاني على نفقتنا وعلى كل موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا ولو كانت موجهة ضد أولادي أو أحفادي أو أهل بيتي.
وليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد أفراد الرعية عن تقديم شكواه مهما تكن قيمتها، أو يحاول التأثير عليه ليخفف من لهجتها أننا سنوقع عليه العقاب الشديد لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر ظلم أحد أو عدم نجدة مظلوم أو استخلاص حق مهضوم، ألا قد بلغت اللهم فاشهد".
بل إن الأمر يتجاوز مجرد الإعلان يقول الزركلي:"اتصل بالملك عبد العزيز أن برقية شكوى تأخر وصولها إليه أو وصلت مقتضبة خوفاً من نفوذ المشكو منه فعاقب المسؤول، وأصدر الإرادة الملكية الآتية:
كل شكاية ترفع لنا عن طريق البرق أو البريد من أي شخص كان يجب أن ترسل لنا بنصها، ولا يجوز تأخيرها ولا إخبار المشتكى منه سواء أكان أميراً أو وزيراً أو أدنى أو أكبر من ذلك" [٢٦] .
ويسهل أمر وصول الشكاوي إليه فيعلن الديوان العالي:
"إن صاحب الجلالة الملك يعلن للناس كافة، أن من كانت به ظلامة على كائن من كان موظفاً أو غيره كبيراً أو صغيراً ثم يخفي ظلامته فإنما إثمه على نفسه وأن من كانت له شكاية فقد وضع على باب دار الحكومة صندوق للشكايات مفتاحه لدى جلالة الملك فليضع صاحب الشكاية شكايته في ذلك الصندوق وليثق الجميع أنه لا يمكن أن يلحق المشتكي أي أذى بسبب شكايته المحقة من أي موظف كان.."[٢٧] .