بل وتصل المتابعة إلى حد المسآله فيما يتعلق بالسلوك العام للمسؤول خشية فشو ذلك السلوك غير السوي بين طبقات المجتمع. كتب لأحد المسؤولين:"بلغنا أنكم مرسلين خوياكم ينشدون لكم صقراً من الكويت فتعجبنا من ذلك فهل الحجاز وبلادنا كلها ما أنتم واجدين فيها شيء؟ أو قصدكم تفتحون باباً للناس"[٢٨] .
وتؤدي هذه المتابعة دورها تاماً في نفوس العاملين يقول زيدان:"وأغرى المزارعين يكتب لهم برقية إلى جلالة الملك عبد العزيز الموجود في الخرج يشرحون الوضع وقد كتب فيها "الزيدان حاجز مكينة في المخزن"وكما تقول العامة "يا غافل لك الله"فمن يطيق غضب عبد العزيز هل أطيقه أنا المسكين وأدركتني رحمة الله بالمصادفة فقد كان أحمد سعيد العربي المصري السوداني الذي كان ينقل أخبار الراديو إلى جلالة الملك عبد العزيز والمصادفة قادت أحمد سعيد إلى الديوان فرأى الشكوى سأله نائب رئيس الديوان فقد كان عبد الله بن عثمان غائباً يومها فقال أحمد سعيد: زيدان لا علاقة له بذلك أرجوك أخر الشكوى لا تقدمها إلا بعد العصر سأذهب الآن ليكون الحل وأخبرني أحمد سعيد مسرعاً وما كدت أسمع الخبر أخاف الغضب أرهب التأديب حتى ناديت المهندس واسمه حبيب ... فأسرعت معه نهدم الباب نخرج الماكينة نحملها على اللوري يذهب إلى مسحة وما أسرع ما ركبها وما أسرع ما تدفق الماء ولم نكد نصلي الظهر حتى تدفقت مياه سمحة..."[٢٩] ورحم الله الملك عبد العزيز فقد كان شعاره دائماً الحزم أبو الضفرات.. وكان الضفر حليفه دائماً.
العنصر السادس عشر: القبول لدى الناس والقدرة على الجذب
هذا الوصف أمر مستفيض عن الملك عبد العزيز رحمه الله
يقول الزركلي:"الملك عبد العزيز لا يلقي القول جزافاً وقد سمع مناسبات متعددة يذكر أنه لا يرى نفسه أكثر من "أب"لأسرة كبيرة - هي شعبه - وأنه مسؤول عن هذه الأسرة أمام الله.