للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول في كلمة له: "رأست قومي بعد مصاعب طويلة ولا فخر في ذلك وتسير الآن ورائي جيوش جرارة لا تقل عن أربعمائة ألف مقاتل إن بكيت بكوا، وإن فرحت فرحوا، وإن أمرت نزلوا عند إرادتي وأمري، وإن نهيت انتهوا، وهؤلاء هم جنود التوحيد، "إخوان من أطاع الله"يقاتلون ويجاهدون في سبيل الله ولا يريدون من ذلك إلا رضا الباري جل وعلا، وإن هذه القوة موقوفة لتأييد الشريعة الإسلامية، ونصرة في الإسلام في الديار التي ولاني الله أمرها أعادي من عادى الله ورسوله، وأصالح من لا يعادينا ومن لا يناوئنا بسوء" [٣٣] .

وإني والله - وأنا أقرأ هذا النص وليس في كلام ولا فعل الملك عبد العزيز ما يعارضه - لأعجب أشد العجب كيف يجرؤ المعجبون - بأبي خلدون ساطع الحصري - ويقول أحدهم، إن دعاة القومية العربية من أولهم إلى آخرهم كانوا لعبد العزيز وبه ومنه!!!.

بل يصل به الأمر إلى القول - في كلام عجيب متناقض -: "وعن حكام الأقاليم يذكر ساطع الحصري - أبو خلدون يرحمه الله - أنه ويعني "اليوسف"حاكم دمشق، "والشهابي"حاكم لبنان أو هو الأمير، و"الجزار"حاكم عكا، قد اجتمعوا في عكا يخططون لثورة ضد السلطان يفصلون فيها الشام عن الأناضول، ثم يفصلون الشام قطعة قطعة يلبسها الواحد منهم يقول ساطع الحصري: "لقد اجتمع هؤلاء ولكنهم تفرقوا سريعاً لأن قبائل عربية زحفت من نجد على الشام عن طريق بادية الشام، فإذا بهؤلاء الزعماء يرجعون إلى عواصمهم وهم يقولون "الوهابية الوهابية"".