"لقد جرب أهل نجد أنواعاً من نظم الحكم قبل العهد السعودي، وبعد انقضاء عهد الدولة السعودية الأولى، فذاقوا الأمَرَّينِ، لذا لم يترددوا في نصرة الحق، والالتفات حول راية التوحيد، التي يرفعها الإمام تركي، فمشوا تحتها لما توحي به من الثقة والاطمئنان، وهي ثقة تمت بفضل الله تعالى، ثم بفضل تطبيق الشريعة"[٢٠] .
ومن شيوخ الدعوة وعلمائها في هذه الفترة: الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ، وابنه الشيخ عبد اللطيف، والشيخ العلامة حمد بن محمد بن عتيق، والشيخ أحمد بن علي بن حسين الوهيبي في الأحساء، ومن المشايخ الذين لهم تأثير حسن ـ رغم ضعف المُنَاصر ـ في شرح عقيدة السلف الصالح في الحجاز الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى، المتوفى عام ١٣٢٨هـ[٢١] .
ونستطيع القول بأن الدعوة السلفية ظلت قوية منصورة طوال حكم الدولة السعودية الثانية.
وقد واجه آل سعود في تلك الفترة ظروفاً قاسية، ومواقف مختلفة، حتى هيأ الله قيام دولتهم مرة ثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمهم الله تعالى ـ الذي أخذ على عاتقه نصرة الدعوة السلفية وإقامة دولة إسلامية دستورها كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فعادت للدعوة السلفية قوتها ومكانتها، وسار أبناؤه البررة من بعده على نهجه إلى هذا اليوم، نسأل الله تعالى لهم الثبات والتوفيق، وأن يجزيهم عن الدين وأهله خير الجزاء.
الفصل الثاني
أهم العوامل التي ساهمت في قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز