ومن العوامل التي ساعدت على نشر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية، ما قام به العلماء في نجد من الأسباب المشروعة في توصيل أخبار الدعوة ومبادئها إلى كثير من المناطق والبلدان الإسلامية، إما عن طريق المؤلفات والرسائل، أو عن طريق انتقالهم بأنفسهم من بلاد إلى أخرى بهدف نشر الدعوة. وما اتخذوه من الأسباب الشرعية المساهمة في إقامة الدولة الإسلامية، التي تأخذ على عاتقها إقامة حكم الله. وأهم هذه الأسباب البيعة لمن يرونه أهلاً للإمامة، وإقامة الحدود، وإنصاف الضعيف من القويّ، وغير ذلك من أمور الدين.
وكان بعض هؤلاء العلماء مرسلين ـ دعاة إلى الله ـ من قِبَل حكومة الدعوة في نجد سواء لداخل الجزيرة العربية أو لخارجها، بل كان إرسال هؤلاء الدعاة إلى مناطق من شبه الجزيرة العربية سبباً في خضوع بعض تلك البلدان والمناطق لحكومة الدعوة السلفية في نجد، من الناحيتين الدينية والسياسية [٢٢] .
وإليك بعض الأمثلة:
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن ـ رحمه الله ـ في رسالة له إلى إخوانه العلماء:
"تفهمون أن الجماعة فرض على الإسلام، وعلى مَن دان بالإسلام، كما قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}[٢٣] . ولا تحصل الجماعة إلا بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين.."[٢٤] .
ومن رسالة للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن يقول فيها:"وقد عرفتم أن أمر المسلمين لا يصلح إلا بإمامٍ، وأنه لا إسلام إلا بذلك، ولا تتم المقاصد الدينية ولا تحصل الأركان الإسلامية، وتظهر الأحكام القرآنية، إلا مع الجماعة والإمامة، والفرقة عذاب وذهاب في الدين والدنيا، وقد أجمع المسلمون على جهاد عدوهم مع الإمام"[٢٥] .