للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد شكَّل الملك عبد العزيز - رحمه الله - مجلس الشورى عام ١٣٤٦هـ، وأوضح مهمة عضو مجلس الشورى بكُلِّ دقَّة وأمانة، يقول – رحمه الله: "دعوناكم لانتخاب أعضاء لمجلس الشورى الجديد، فالواجب يقتضي أن لا يتقاضى الإنسان في مثل هذه الحالة إلى قلبه، لأنَّ القلب دائماً ميَّال، يجب أن تنتخبوا الأكفاء من أهل الخبرة بحيث إذا قام هذا المجلس على أساسٍ قويٍّ تجني البلاد من ورائه الفوائد الجزيلة، يجب أن تنتخبوا مَنْ تعتقدون فيهم الإخلاص في العمل، والمقدرة في الدفاع عن حقوق الأهلين، لأنَّ الحكومة تأخذ حقها على كُلِّ حال، أمَّا الأهلون فهؤلاء أعضاء مجلس الشورى هم الذين سيكونون وكلاء عن الشعب، فإنْ أحسنتم اختيارهم وانتقاءهم أحسن هؤلاء الدفاع عن حقوقهم، فأحسنتم بذلك للبلاد والعباد" [٥٣] .

ونلاحظ أنَّ مجلس الشورى قد نشط في أعماله، وكثيراً ما كانت تضاف له صلاحيات جديدة، خلال كُلِّ دورة من دورات تشكيله التي كانت تستغرق عاماً أو عامين أو أكثر، وكان له أحياناً سلطة رقابية على الجهاز الحكومي وعلى تطبيق بعض النُّظُم، ومدى ملائمتها للشرع [٥٤] .

وظلَّ المجلس يؤدِّي دوره بنشاط خلال فترة كانت البلاد بحاجة ماسَّة إلى جهوده، للإشراف على وضع نظم وتعليمات تتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، كي تلتزم بها الأجهزة والهيئات الحكومية التي بدأت في النمو والتزايد والاتساع حسب حاجة البلاد.

وقد اكتمل نظام مجلس الشورى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حيث أصدر أمراً ملكياً بذلك في ٢٧/٨/١٤١٢ هـ.