للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعليم المكفوفين هو نواة التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية – كما سبق – وقد حظي هذا النوع من التعليم الخاص برعاية فائقة من قبل المسؤولين يقيناً منهم بإمكانات وقدرات الكفيف الفذة التي منحه الله إياها، ولأن الحاجة إلى العقول المبصرة أشد من الحاجة إلى العيون المبصرة. قال تعالى: {أَفَلمْ يَسِيُرواْ في الأَرضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ أذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} (١)

قال ابن كثير – يرحمه الله – في تفسير هذه الآية أي: ليس العمى عمى البصر، وإنما العمى عمى البصيرة، وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر، ولا تدري ما الخبر، ثم أورد قول الشاعر:

يامن يصيخ إلى داعي الشقاء وقد

نادى به الناعيان الشيب والكبر

إن كنت لاتسمع الذكرى ففيم ترى

في رأسك الواعيان السمع والبصر

ليس الأصم والأعمى سوى رجل

لم يهده الهاديان العين والأثر (٢)

وخطط وزارة المعارف في المملكة العربية السعودية طموحة جداً قد تجاوزت حد تعليم الإنسان الكفيف إلى مجال تثقيفه وبناء قدراته العقلية فأنشأت من أجله معاهد النور بمراحلها الثلاث: الابتدائية والمتوسطة والثانوية. والدراسة بهذه المدارس تعادل الدراسة في مراحل التعليم العام من حيث مراحلها، وعدد سنوات كل مرحلة، وشهاداتها معادلة لشهادات التعليم العام.


(١) سورة الحج: آية ٤٦.
(٢) ابن كثير، مرجع سابق، ج٣، ص٢٣٨.