للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣- تصون علوم التربية الإسلامية فطرة الولد من الزيغ والانحراف حيث يولد على الفطرة النقية الصافية فطرة الإسلام قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (١) .

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء" (٢) . وهذه الفطرة التي زودها الله تعالى لخلقه هي براءة المولود وسلامته واستعداده للتوحيد والإسلام ومعرفة الله تعالى مؤهلاً لقبول الحق. ولولا المحرفين لهذه الفطرة لما عاند مخلوق ربه فيما أرسل به رسله عليهم الصلاة والسلام.

وقد أشار إلى هذه المعاني ابن تيمية رحمه الله في كتبه.

وقال ابن الأثير رحمه الله: "إن الإنسان يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيئ لقبول الدين فلو تُرك عليها لاستمر على لزومها وإنما يعدل عنه من يعدل بالآفة من آفات البشر والتقليد".

٤- تكسب علوم التربية الإسلامية الطالب الأخلاق الحميدة، والسجايا الرفيعة، والفضائل الكريمة، التي تمكنه من إقامة العلاقات الحسنة مع كافة الناس، وبالأخلاق الحسنة تقوى صلة الطالب بربه تعالى، وقد ذكر العلماء مبادئ حسن الخلق في معاملة الخالق والخلق وأجملوها في الأمور التالية:

حسن الخلق في معاملة الخالق: تجمع في ثلاثة أمور:

أ- تلقي أخبار الله بالتصديق.

ب- تلقي أحكامه بالتنفيذ والتطبيق.

ج- تلقي أقداره بالصبر والرضا.

وحسن الخلق مع الخلق: تجمعها هذه الأمور الثلاثة.

وهي قول للإمام الحسن البصري رحمه الله: "كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه".


(١) سورة الروم، الآية (٣٠) .
(٢) رواه البخاري- كتاب الجنائز ج (١) /١٢٩٢/٤٥٦ واللفظ له، ورواه مسلم- كتاب القدر ج (٤) /٢٦٥٨/٢٠٤٧.