للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥- يرى علماء الإسلام أهمية تدريس علوم التربية الإسلامية للناشيء وضرورتها وفرضيتها لأنها العلم العيني - الفرضي - الذي يجب على المسلم معرفته والتفقه فيه وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" (١) فبدونها يصبح ميتاً لاحياة فيه كالإنسان بلا روح. وقد ذكر العلماء من ضمن قواعدهم قولهم: مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ وعلى هذا الأساس تعليم علوم التربية الإسلامية واجب عظيم ومسؤولية هامة لأنها الوسيلة لتطبيق الواجبات والفرائض الدينية على علم وبصيرة وتعويد الناشىء المسلم على أداء كافة العبادات منذ نعومة أظفاره.

٦- تزيل علوم التربية الإسلامية عن الطالب الجهل عن نفسه لأن الأصل فيه الجهل وعدم العلم لقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (٢) فإذا تعلم هذه العلوم الدينية رفع الجهل عن نفسه ونال خشية الله عز وجل.

... قال الإمام أحمد رحمه الله: "العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته"قالوا: كيف ذلك؟ قال: "ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره".

... وينبغي له أن يُعلِّم نفسه أولاً، ثم يعمل بعلمه ثانيا، ثم يُعلِّم غيره فتتعدى منفعته ليس على نفسه فقط بل على مجتمعه وأمته وينال بفعله هذا أجراً عظيماً ويصبح من العلماء المجاهدين الربانيين وإذا نظرنا إلى مناهج علوم التربية الإسلامية نرى أنها ليست كبقية المناهج الأخرى تبدأ عند فترة زمنية معينة ثم تنتهي في فترة أخرى لأنها من العلم الذي يلازم الإنسان طوال حياته منذ صباه حتى وفاته.


(١) رواه البخاري- كتاب العلم ج (١) - ٧١/٣٩، ورواه مسلم- كتاب الزكاة ج (٢) -١٠٣٧/٧١٨.
(٢) سورة النحل، الآية (٧٨) .