وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله في قرة عيون الموحدين:"وقد وقع الأكثر من متأخري هذه الأمة في هذا الشرك الذي هو أعظم المحرمات، كما وقع في الجاهلية قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، عبدوا القبور والمشاهد والأشجار والأحجار والطواغيت والجن، كما عبد أولئك اللات والعزى ومناة وهبل وغيرها من الأصنام والأوثان، واتخذوا هذا الشرك دينا، ونفروا إذا دعوا إلى التوحيد أشد نفرة، واشتد غضبهم لمعبوداتهم، كما قال تعالى:{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} الزمر:٤٥، إلى أن قال الشيخ ابن حسن: "وقد وقع ما أخبربه النبي صلى الله عليه وسلم بعد القرون الثلاثة يعني من غربة الإسلام وافتراق الأمة فلهذا عم الجهل بالتوحيد الذي هو أصل دين الإسلام، فإن أصله أن لا يعبد إلا الله، وأن لايعبد إلا بما شرع، وقد ترك هذا وصارت عبادة الأكثرين مشوبة بالشرك والبدع "
ثم قال رحمه الله: "لكن الله تعالى وله الحمد لم يخل الأرض من قائم له بحجته، وداع إليه على بصيرة، لكي لا تبطل حجج الله وبيناته التي أنزلها على أنبيائه ورسله، فله الحمد والشكر على ذلك "ويعني بذلك الفرقة الناجية، الذين هم الجماعة، الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: "وهذا الحديث قد صح من طرق، كما ذكره العماد ابن كثير وغيره من الحفاظ، وهو في السنن وغيرها، ورواه محمد بن نصر في كتاب الاعتصام ".