للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعم: إنه بفضل الله ورحمته لا تزال هذه الجماعة باقية إلى قيام الساعة، كما روى البخاري من حديث معاوية رضي الله عنه، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" (١) وكما روى مسلم في صحيحه: " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة " (٢) . فلله الحمد والمنة.

وقد قيض الله لدين محمد صلى الله عليه وسلم، من يبعثه على رأس كل مائة سنة، مجددا لما اندرس من معالم الدين،كما قال صلى الله عليه وسلم:"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (٣) .

قال الشيخ ابن باز: "هذا الحديث إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات، وقد صححه الحاكم والحافظ العراقي، والعلامة السخاوي وآخرون ".

ومعنى تجديد الدين، هو أن الدين يخلق في النفوس، وينسى في القلوب، ويندرس في مجتمعات الناس، فيأتي من يدعوهم إلى العودة إلى أصول دينهم، بما يظهر ويبين لهم من معالم الدين التي نسوها، والسنن التي أماتوها في نفوسهم، فإذا أراد الله بهم خيرا قبلوا دعوته، ونصروها وعملوا بها، ففي المستدرك للحاكم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم، كما يخلق الثوب الخلق، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم " قال الحاكم: حديث لم يخرج في الصحيحين، رواته مصريون ثقاة، وأقره الذهبي في التلخيص، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، في باب تجديد الإيمان (٤) ، والطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.


(١) صحيح البخاري مع فتح الباري: ٦/٦٣٢، وصحيح مسلم، ص١٥٢٤.
(٢) صحيح مسلم: ج١/ص١٢٨.
(٣) سنن أبي داود ج٢/كتاب الملاحم باب١ص٤٢٤
(٤) مجمع الزوائد ١/٥٢، سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ٤/١١٣، ح١٥٨٥.