وفي الختام: أنقل ملخصا تاريخيا لهذا الدور وموقعه من الجماعة، عن عالم جليل هو الشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف رحمهما الله تعالى، في رسالة له إلى بعض المشايخ الكرام بعد أن ذكَّر بنعمة الله بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى التوحيد، قال عن مناصرة محمد بن سعود وأبنائه للشيخ في دعوته ما نصه:"ووازره (أي آزره) على ذلك من سبقت له من الله سابقة السعادة، فأقبل على معرفة ما عنده من العلم وارده، من أسلاف آل مقرن الماضين، وآبائهم المتقدمين، رحمهم الله رحمة واسعة، وجزاهم عن الإسلام خيرا، فما زالوا من ذلك على آثار حميدة، ونعم عديدة، يصنع لهم تعالى من عظيم صنعه، وخفي لطفه ما هداهم به إلى دينه، الذي ارتضاه لنفسه، واختص به من شاء كرامته وسعادته من خلقه، وأظهر لهم من الدولة والصولة ما ظهروا به على كافة العرب، وغدت لهم الرياسة والإمامة رتبة تدرس بمجرد السابقة والعادة، لا تزاحمهم فيها العرب العرباء، ولا يتطاول إليها بنو ماء السماء، وصالحهم يرجو فوق ذلك مظهرا، وجاهلهم يرتع في ثياب مجد لا يعرف من حاكها ولا درى، فلم يزل الأمر في مزيد ... ".
والخلاصة: أن صفة الجماعة المرادة شرعا، قد تحققت في هذا الدور، الدولة السعودية الأولى. وإلى بيان موقع الدولة السعودية الثانية من صفة الجماعة فيما يلي: