لقد استجاب الله الدعاء، وحقق الرجاء، وعاد الله الكريم بعائدته على أهل السنة والجماعة، فقامت الدولة السعودية الثانية أيضا بصفة الجماعة، بإمامة الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، سنة ١٢٣٨هـ، حين أقبل من بلد الحلوة واحتل عرقة، وفي سنة ١٢٤٠هـ هجم على الحامية التركية في الرياض، واستولى على الرياض، وواصل جهاده حتى استولى على جميع أنحاء نجد، والأحساء والقطيف وعمان، ودخلت تحت طاعته، ودانت له بالإمامة، حبا وكرامة، فقد كان عادلا في الرعية، حكيما شجاعا مقداما سخيا كريما، كثير الخوف من الله، وقدم عليه من مصر ابنه فيصل بن تركي، وشيخ الإسلام في وقته الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، وغيرهم، واستمر حكمه خمس عشرة سنة، وكان قد خرج من الدرعية على إثر تخريب غزاة الترك لها بغير حق، وما نقموا من أهلها آل سعود إلا أن يقولوا ربُّنا الله، وأراد أعداء التوحيد، أن لا تقوم دولتهم، جماعة للمسلمين مرة أخرى، بل أقسموا على ذلك، كما قال احمد بن مشرف في قصيدة له: