ثم قتله ابن عمه مشاري طمعا في الإمارة، وخلفه على الإمامة من بعده ابنه الإمام فيصل بعد أن قتل قاتل أبيه، عام ١٢٤٩هـ واستتب له الأمر أربع سنوات بعد مقتل أبيه، غير أن الدولة العثمانية، ما كانت لتترك نصيراً للتوحيد كفيصل هذا، إلا أنها أدركت ثقة المسلمين بآل سعود فأرادت خديعتهم، وأوعزت لوالي مصر أن يوجه إسماعيل باشا بعساكر كثيرة، مصحوبا بخالد بن سعود، ممن حمل بعد كارثة الدرعية، إلى مصر وهو صغير، وترعرع في كنف محمد علي، وتمصر.. فجيء به، وجعل أميرا على نجد، من قبل الأتراك، وذلك في عام ١٢٥٣هـ. غير أن أصحاب العقيدة السلفية لم ينخدعوا، فلم يستتب له الأمر، وكانت نهايته أن داخله الخوف، فخرج قاصدا الأحساء، ثم خرج منها هاربا إلى الدمام، ثم إلى الكويت فالقصيم، ومن ثم إلى مكة حيث مات فيها، واستتب الأمر للإمام فيصل مرة أخرى، مدة ثلاث وعشرين سنة، لم ينازعه فيه منازع، وكان ذا أخلاق شريفة، ومكارم حميدة، عادلا في رعيته، حليما حكيما، محبا للعلم وطلابه، موقرا للعلماء، كثير الخوف من الله، أحبته الرعية لعفته ودينه وشجاعته وعدله وإنصافه، وكانت الجماعة سعيدة في حكمه، لما من الله عليهم به من أمن ورخاء، بلا فتن ولا قلق ولا اضطراب إلى أن توفاه الله عام ١٢٨٢هـ. وهو جد الملك عبد العزيز رحمهم الله.
قال الشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف رحمهما الله تعالى، في رسالته إلى بعض المشايخ الكرام ما نصه:"ثم إن الله سبحانه وتعالى من فضله ورحمته، جمع المسلمين على إمام واحد، وحصل لهم من الأمن، والراحة والعافية، وكف أيدي الظلمة، ما لا يخفى ".