- سادسا: إدراك الواقع الذي يعيشه الطالب والاحاطة قدر الإمكان بوقائع الحياة ومشاكل العصر, والعلم بالتيارات الفكرية التي تتقاسم العلم وتتنازعه, وما هي الاتجاهات الجديدة للشعوب والأمم, وما موقف الإسلام من كل ذلك, وما هو دور الطالب إزاء كل ذلك. إنّ الحركة الطلابية في العالم تلعب دورها الكبير والخطير في توجيه السياسات, وتبني الشعارات وقيادات التيارات المختلفة, وهي وإن كانت في معظمها تحت تأثيرات, وسيطرة أعوان الشر ودعاة الكفر والظلال, ولكنها على أيّ حال قوة جبارة وقادرة على فعل الكثير إذا ما تسلمتها الأيدي النظيفة المنداة بالوضوء.
والطالب المسلم له دوره القيادي في هذه الحركة لأنه صاحب عقيدة وصاحب منهج وصاحب ماض مشرق مجيد يشهد بجلال تلك العقيدة وروعه ذلك المنهج (المجلات والصحف) , ومن خلال إدراك الطالب لواقعه ومشاكل بيئته ومعضلات عصره يستطيع أن يلعب دوره في مقاومة جميع المنكرات والضلالات التي تواجهه, والتي تتلاءم مع عقيدته وفكرته ونظرته للحياة, وهو الذي يحدد الزمان والمكان والأسلوب الذي تقتضيه الحالة مع مراعاة "إن الله يعطي بالرفق مالا يعطي بغيره.. وما يكون الرفق في شيء إلاّ زانه, ولا ينزع منه شيء إلاّ شانه, ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله".