وبعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ تزايدت أعداد الحجيج سنة بعد أخرى نتيجة لما عمّ البلاد السعودية من أمن وأمان واستقرار شجع المسلمين على التوافد للأماكن المقدسة لأداء هذه الفريضة بعد ما تيسرت الوسائل، وأمنت الطرق وتهيأت الخدمات،وعم الخير أرجاء البلاد السعودية.
ولم تتوقف همة الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ عند حد في سبيل تيسير أداء شعائر الحج، فنجده ـ حرصاً منه على راحة حجاج بيت الله الحرام وتخفيفا عليهم من الأعباء المالية ـ، يصدر أوامره الملكية الكريمة بإعفاء الحجاج من الرسوم المالية التى كانت تؤخذ منهم باسم رسوم الحج، وإلغاء تلك الرسوم المالية تخفيفا على المسلمين، ومساعدة لهم في تأدية هذا الركن العظيم، وعن ذلك الحدث المهم يقول يوسف ياسين: سُمع الملك عبد العزيز وهو يقول: أمنيتي في حياتي أن أسقط عن المسلمين رسوم الحج، وما لبث الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أن قال ليوسف ياسين: أبرق إلى ابن سليمان بإعفاء الحجاج من الرسوم ... وأبرقت إليه، فجاءه ابن سليمان يقول للملك عبد العزيز: يا طويل العمر ثلاثون مليون ريال، من أين أعوضها للميزانية؟ فأجابه الملك عبد العزيز: دبّر نفسك ... وكان الإعفاء.
وقد اجتهد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ في تقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام حيث أصدر أمره بإلغاء امتياز نقل الحجاج لشركة السيارات العربية واحتكارها لهذا العمل منذ سنوات سابقة، والسماح للشركات الأخرى بالمشاركة في نقل الحجاج، وجعل نقل الحجاج مباحاً لجميع الشركات يخضع للمنافسة فيما بينها.