واهتم الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بالطريق الذي يصل بين مكة وجدة اهتماماً كبيراً، وأولاه عناية فائقة، وذلك لأهمية هذا الطريق الذي يسلكه حجاج بيت الله الحرام وقاصدو البلد الحرام، وانطلاقاً من مسئوليته عن هذه البقاع المقدسة اهتم بهذا الطريق واتخاذ الأسباب التي تخفف من معاناة المسافرين بين مكة وجدة، ومن أهم الضروريات التي يحتاجها المسافر هي تأمين المياه خاصة في طرق الحج.
وأعلن الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ أنه سيبذل جهده في سبيل راحة وطمأنينة حجاج بيت الله الحرام وقال في هذا الشأن: "... إنني ـ إن شاء الله تعالى ـ سأبذل جهدي فيما يؤمن البلاد المقدسة ويجلب الراحة والاطمئنان لها....
واتبع الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ القول العمل، فأنشأ عدداً من الأسبلة ومناهل المياه التي تؤمن حاجة المسافرين من المياه بين مكة وجدة رغبة منه في الأجر والثواب من الله ـ عز وجل ـ، خاصة بعد اتساع العمران بين مكة وجدة، وزيادة حركة التنقل بينهما، وتزايد نهضة البلاد السعودية التي بدأت تنمو بعد توحيدها على يد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ، فظهرت الحاجة إلى بناء تلك الأسبلة في مواقع متقاربة على الطريق بين مكة وجدة وهي:
١ ـ سبيل أم القرون.
٢ ـ سبيل حداء.
٣ ـ سبيل المقتلة.
وقد صممت تلك الأسبلة بحيث يجد الحاج والمسافر المياه الباردة من خلال طريقة البناء المتبعة التي تساعد على تبريد المياه لإرواء ظمأ المارين والمسافرين، ورغبة للثواب والأجر من رب العالمين.