بذل الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ جهوداً عظيمة بعد إعلان قيام المملكة العربية السعودية لتحقيق أهدافه وأمنياته، فعمل بعزيمة قوية لا تعرف الكلل أو الملل لنشر الدعوة الإسلامية، وإقامة شعائر الدين، وبسط العدل والأمن والاستقرار في دولته بعد توحيد أجزائها.
"وقد تنبه الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ إلى أن هذه الدولة التي أقامها بعون من الله ـ عز وجل ـ لا بد لها أن تكون قوية الجانب، تقترن الهيبة في النفوس عند سماع اسمها، خاصة وأنه يعيش في عصر لا يعترف إلا بالأقوياء، ولبناء قوة الدولة اهتم الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بجيشه وقواته العسكرية التي رافقته في معاركه ضد خصومه، وشاركته في مراحل بناء هذا الصرح المبارك، وكان يطلق على هذه المجموعات (جيش الجهاد) ، ويتكون من حاضرة أهل نجد بالإضافة إلى جيش الإخوان الذي يتكون من القبائل التي سكنت الهجر فكانت تشبه الثكنات العسكرية، وقد شاركت هذه المجموعات مع الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في حروبه بدافع الولاء للدين الحنيف ثم للقيادة، وكانت أسلحة هذه المجموعات متفاوتة من فرد لآخر كل حسب استطاعته، فبعضهم يحمل البندقية، وبعضهم الرماح، وبعضهم السيوف، وغيرهم الخناجر " وظل هذا الوضع سائداً حتى عام ١٣٤٨ هـ حين رأي الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أهمية بناء الجيش السعودي وتطويره ومجاراة التقدم في صناعة الأسلحة فأمر بتكوين إدارة للأمور العسكرية، فكان ذلك إيذانا بغرس نواة للجيش النظامي السعودي.
وقد بدأت مراحل البناء مباشرة وأثمرت تلك النواة الأولى في سنة ١٣٤٩ هـ، حيث أقيم في مدينة جدة أول استعراض للقوة العسكرية السعودية أمام الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وكانت تلك القوة مؤلفة من المجموعات التالية: