تعتبر الخطوط الجوية العربية السعودية ثمرة من الثمرات اليانعة التي وضع غرسها المبارك الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ، وهي إحدى إنجازاته انطلاقاً مما كان يبديه من اهتمام فائق بوسائل المواصلات المختلفة في عهده، ومحاولته الاستفادة منها لخدمة المساحات الشاسعة التي تتألف منها المملكة العربية السعودية، وعندما ظهرت الحاجة لتأمين الطائرات لنقل الركاب بين مدن المملكة واقترح المتحمسون لهذه الفكرة جمع التبرعات لشراء الطائرات اللازمة كان الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ قي مقدمة المتبرعين لهذا المشروع المهم، وشارك في التبرع ولي عهده الأمير سعود ونائبه الأمير فيصل ـ رحمهما الله ـ، ووصلت التبرعات إلى أكثر من ثلاثة ملايين ريال، فتم شراء ثلاث طائرات أطلقت عليها أسماء المدن الرئيسة بالمملكة وهي: مكة -المدينة -الرياض.
وإسهاماً من الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ في خدمة المواطنين وضع الطائرة الخاصة به التي أهديت إليه من الرئيس الأمريكي (روزفلت) في عام ١٣٦٥هـ وضعها في خدمة المواطنين لمساعدتهم على التنقل بواسطتها، وبذلك بدأ عصر ازدهار الطيران والنقل الجوي في المملكة العربية السعودية.
ولما تزايدت الحاجة للنقل الجوى واعتماده وسيلة أولية في تأمين الاتصال بين مناطق المملكة العربية السعودية، أمر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بشراء طائرتين، فكانت هذه الطائرات الست هي النواة الأولى للأسطول الجوى الذي تملكه الخطوط الجوية العربية السعودية في الوقت الحاضر، وتم استخدام هذه الطائرات في نقل المسافرين، وحمل البريد بين المناطق الوسطى والشرقية والغربية من المملكة.