للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن كل عصر يتميز بخصائص متعددة الجوانب للكتابة، سواء من حيث الألفاظ، أو اختيار العبارات، أو المعاني، وقد تميز عهد الملك عبد العزيز يرحمه الله بعدد من المميزات النوعية. فقد كان الخط الذي كثر استخدامه هو خط الرقعة، وأيضاً خط النسخ، كما استخدم الخط الديواني بندرة في بعض الأحايين. مستبعداً الأخطاء الإملائية التركيبية في الصياغات اللغوية، أو الأغلاط الإملائية في التحريرات الكتابية، ولعل من أهم أسباب ذلك في تلك الفترة القصيرة قلة الكتبة الحاذقين في عهد الملك عبد العزيز، وانحسار مدارس تعليم الكتابة في أماكن محدودة من البلاد، واعتماد الكتاب على تقليد من سبقوهم من الكتاب دون أساس علمي سليم في مهارات الكتابة.

وكان لعدم الاستقرار في المراحل الأولى لتكوين الدولة دورٌ في عدم نضوج الاتجاه الثقافي، مما أثر على نوعية الكتابة في ذلك العصر حيث كان الأمر يتطلب أن تكون المراسلات بلغة مفهومة للعامة. وقد أحال الباحثُ إلى رقم الرسالة التي تحدد سمات الأسلوب الذي كان يستعمله الملك عبد العزيز.

وغلب على هذه اللغة الألفاظ العامية من منطقة نجد (انظر الرسالة الأولى والرابعة) ؛ لأن معظم الكَتبة من تلك المنطقة. وبعد أن ضمت الحجاز إلى الدولة حدث اختلاف في أسلوب الكتابة. إضافة إلى دخول بعض التعبيرات التركية بحكم التوارث الاجتماعي؛ وبعض الألفاظ الفارسية خاصة في تسمية بعض الأدوات وغيرها. واشتملت معظم المراسلات على ألفاظ دينية تكررت أكثر من مرّة.

واتسمت الكتابة في تلك الفترة باستخدام كلمات متماثلة اللفظ مختلفة المعاني حسب موقعها من الجمل، ككلمة "الشرهة"، التي تعني في التوجيهات المالية "صرف مبلغ من المال"، وفي التوجيهات الإدارية تعني "العتب". وغير ذلك من الكلمات.