لقد علم الملك عبد العزيز عند بدء نشأة الدولة أن هذا هو الواقع الملموس، وأدرك مخاطره السلبية، فدفعه ذلك حثيثاً للشروع المباشر في عملية تطوير التعليم وبث الوعي العلمي كخطوة أولى نحو أي تقدم أو ازدهار. وبتفحص الصياغات اللغوية والعبارات الواردة في رسائل الملك عبد العزيز يمكن استخلاص بعض السمات العامة التي تعكس تأثيرات تلك المرحلة في تاريخ قيام الحكم السعودي. وأهم ذلك ما يلي:
١ - تأثر اللغة بالموقف:
لقد كان للموقف الذي كتبت فيه الرسائل أثره في اختلاف المراسلات من حيث حروفها أوتعبيراتها، فما يكتب في البر يختلف في أسلوبه عما يكتب في المدينة. وما يكتب لأمر سريع في إقامته يختلف عن الكتابة في أثناء الترحال. ويلاحظ ذلك في البرقيات كثيراً، حيث تسقط بعض الحروف أو الكلمات أو تكون غير واضحة.
٢ - رسم الكلمات:
اتسمت المراسلات في عصر الملك عبد العزيز بظهور رسوم خاصة في بعض الكلمات، فمثلاً نلاحظ سقوط الهمزات والنقط في كثير من الكلمات مثل كلمة "إلى"و "الأفخم"و "الأخ"، وكلمة "المملكة العربية السعودية"، وحرف الجر "في"ترسم دون نقط (انظر الرسالة الثانية) .
كما لوحظ أن بعض الكلمات رسمت بصورة مختصرة، مثل كلمة:"ذا"نجدها تكتب "ها"(انظر الرسالة الثانية) ، وكلمة:"إن شاء الله"نجد أنها ترد "إنشاء الله"(انظر الرسالة الثانية) .
وبعض الكلمات ترد بزيادة الألف مثل كلمة:"ذلك"، نجدها ترسم هكذا "ذالك"(انظر الرسالة الخامسة) .
أما الألف بعد واو الجماعة، فيندر أن تكتب؛ وذلك لعدم اهتمام الكتّاب بمراعاة قواعد النحو في ذلك.