ولقد اتسمت رسائل الملك عبد العزيز، بالتباين اللفظي والنوعي، حيث كانت المراسلات تخضع لطبيعة المنطقة التي ترسل إليها (انظر الرسالة السادسة) ، فكل منطقة يتم الإرسال لها بحسب اللهجة السائدة فيها (انظر الرسالة الثالثة) ، كما أن الرسالة تختلف في طبيعة ألفاظها ومعانيها وتعبيراتها بحسب الشخص المرسل إليه (انظر الرسالة الرابعة) ؛ حيث يعتمد ذلك على القدرة اللغوية للشخص المرسل إليه، أو استيعابه. وأيضاً تختلف قوة الرسالة في توجيهها من أمر لآخر؛ فصياغة الإعلان تختلف عن المراسلات المالية، وكذا صياغة الأخبار العسكرية أو التحركات. كما أن الرسائل تختلف كمّاً من حيث الجملة حسب الأمر الذي كتبت له الرسالة؛ فالإيضاح يستلزم التفسير، والسريّة تستلزم اختصاراً أو كلاماً محدداً، والمراسلات المالية تستلزم تحديداً مالياً تكون المبالغ فيه محددة كتابةً وبعضها رقماً، إلى غير ذلك.
٤ - الأغلاط النحوية:
يلاحظ في كثيرٍ من المراسلات التي تمَّت في تلك الفترة الزمنية كثرة الأغلاط النحوية التي ترد في عبارات الرسالة، وذلك بسبب الظروف الخاصة بكتبة الديوان، كالظروف المادية، أو ما يتعلق بالعمل الذي يقومون به وكبر حجمه، مما لم يعطهم فرصة للاهتمام بقواعد النحو. وربما كان من الأسباب -أيضاً- اعتماد الديوان الملكي على عدد من الكتبة ذوي مميزات وصفات شخصية معينة تؤهلهم للقيام بمهمة الكتابة، ولا سيما في الأعمال السرية.
كما لوحظ تضمين المراسلات لكلمات عامية، وذلك تمشياً مع ثقافة المرسل إليهم وقدراتهم اللغوية، فقد كان الهدف أن تكون الرسالة مفهومة فهماً تاماً وسريعاً لمن ترسل إليه.
٥ - التكرارات اللفظية:
اتسم كثير من الوثائق بتكرار العديد من الكلمات. وتعدّ هذه إحدى مميزات كتابة الرسائل في ذلك الوقت، ومن هذه الكلمات التي تكررت في أكثر من رسالة: