هذه المبادئ الأربعة على قلة عددها حوت في مضمونها كل الخير. فأسس الشيخ عبد الظاهر أبو السمح دار الحديث بمكة المكرمة بعد الموافقة السامية التي أرسلها الملك عبد العزيز -رحمه الله- بتاريخ (١/٢/١٣٥٢هـ) . (انظر الرسالة السابعة) .
ثانياً: دار الحديث بالمدينة المنورة.
في عام ١٣٥٠هـ افتتحت دار الحديث المدنية على يد الشيخ أحمد بن محمد الدهلوي بترخيص من الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، وذلك لتدريس علوم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف. (انظر الرسالة الثامنة) .
فقد بعث الملك عبد العزيز بتاريخ ١٧/١٢/١٣٤٥هـ رسالة رداً على طلب الشيخ الدهلوي بخصوص إنشاء دار تُعنى بالسنة النبوية المطهرة. فجاء الجواب بالموافقة. فالاهتمام بأمور الدين كان له الأولوية في حياة الملك عبد العزيز -يرحمه الله- منذ طلبه للعلم، ونشأته، حتى توليه المُلْك. وقد أكد الملك عبد العزيز في الرسالة آنفة الذكر على جوانب مختلفة:
١ - فاستعمل الألفاظ المناسبة للعلماء في الرد، حيث قال:"إلى جناب الشيخ الأفخم".
٢ - أكد على مبادئ الدين الإسلامي في أي مؤسسة تُعنى بالتعليم والتربية.
٣ - سؤاله عن الأحوال الخاصة للناس، فهذا ودّ منه -رحمه الله- يلاطف به الآخرين.
٤ - دعاؤه لمن كاتبه، فقد دعا للشيخ أحمد ولزملائه بالتوفيق والسداد، مؤكداً له الموافقة المطلقة لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والعلم والعلماء، ونشر دين الله في جميع الأمصار والأعصار. والواقع الملموس الآن شاهد على هذه الإنجازات في داخل المملكة وخارجها.