للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ب) عبد الرحمن بن محمد العربي الإدريسي، هو المؤسس لمدرسة التهذيب الخيرية في المدينة المنورة، هذه المدرسة كانت عبارة عن "كُتَّاب في سوق القفاصة، أسسه عام ١٣٥٠هـ، وكان الطلاب يدرسون مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ويحفظون القرآن الكريم، وصدر الأمر السامي الكريم رقم ٨٨٠ في ٥/٧/١٣٥٢هـ عن طريق مديرية المعارف بالموافقة على تحويل الكُتَّاب إلى مدرسة التهذيب". وهذه الفكرة فيما يبدو للباحث مبدأ من مبادئ التطوير التربوي المستمر.

(ج) إن قلب الملك عبد العزيز الكبير قد حوى - بحمد الله وحده - مختلفَ احتياجات أبناء الأمة في البلاد. ففي عام ١٣٥٠/١٣٥١هـ اجتاح البلاد - وخصوصاً مناطق البادية - القحط وقلة المطر، وساءت أحوالهم، ولما علم بذلك الحال، أمر رحمه الله بصرف البُرّ والتمر والخبز لهم.

وقد زادت هذه المأساة عدد الوفيات في البادية، لذا أسهم الشيخ عبد الغني دادا في خدمة هذه الفئة من المجتمع، فأصبح يقدم لهم الطعام بما تيسر، لكنه نظر إلى أبعد من ذلك، فكتب إلى الملك عبد العزيز -رحمه الله- بطلب الإذن له في فتح دار للأيتام، فوافق الملك ذو القلب الرحيم، وافتتحت الدار في محرم عام ١٣٥٢هـ وسميت "دار أيتام الحرمين الشريفين والصنائع الوطنية"، لتأوي الأيتام الذين مات آباؤهم من القحط في البادية، بالإضافة إلى غيرهم من أهل الحاجة في الحاضرة.

وجاءت بعد ذلك فكرة مشروع استيطان البادية كما قال حافظ وهبة: "إن من أعظم المشروعات الإصلاحية التي قام بها الملك عبد العزيز -رحمه الله-، مشروع تحضير البادية وإقطاعهم الأراضي للسكنى والزراعة، وتعليمهم المبادئ الدينية ومكارم الأخلاق، وبهذا المشروع أقبل البدو الرحل على التعليم. وأقبلوا على الهجر يبنونها بمساعدة الملك عبد العزيز، وبنى لهم المساجد، وبعث إليهم المشايخ والأئمة وطلبة العلم يعلمونهم كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم".

ثمرات التخطيط الحضاري: