وقد حدد -رحمه الله- المنهج الدعوي القويم الذي به تستمر الدعوة إلى قيام الساعة وذلك حين قال للشيخين:"فاغتنموا -رحمكم الله- الدعوة إلى الله وإلى دينه وشرعه ... بالحكمة والموعظة الحسنة بالحجة والبيان". (انظر الرسالة التاسعة) .
رابعاً: إزالة المخالفات الشرعية:
لقد علم الملك عبد العزيز من خلال معرفته بالعقيدة الصافية النقية، ما عليه الناس من جهل وابتداع ومخالفة لشرع الله -تعالى-. ونلمس هذا في رسالته إلى الشيخ عبد الظاهر أبو السمح حيث جاء فيها:"تعرف حالة الناس اليوم ومخالفتهم وتعاطيهم أموراً ليس من الشرع، إنما هي عن تعنت وبعضها عن جهل"، فهذه الجملة التي جاءت في الرسالة لتأسيس مدرسة دار الحديث تؤكد على ضرورة أن تقوم المدرسة على منهج قويم يستقي علومه من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وفق منهج سلف هذه الأمة. (انظر الرسالة السابعة) .
خامساً: النصح للرعية:
النصح أمر مطلوب وواجب من الراعي والرعية؛ لأنهم مسؤولون عما استرعاهم عليه الله يوم القيامة، وقد نص على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:"الأمير راعٍ ومسئول عن رعيته"(١) . ولقد بدى جلياً في رسائل الملك عبد العزيز حرصه على النصح لرعيته، ومن ذلك قوله:"التوحيد هو أصل الأصول للدين الذي لا يجوز التقليد فيه، فعليكم بالتفقه في دينكم واتباع نبيكم صلى الله عليه وسلم وسلفكم الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وقد تقدم لكم البيان بأننا في الأصل على القرآن وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، إن هذا المقام ليس مقام تفصيل وإطالة، بل هو مقام نصيحة وتنبيه لكم فيما تأتون من أمور دينكم بأن تكونوا فيه على بصيرة ". (انظر الرسالة العاشرة) .
(١) مسند الإمام أحمد، دار صادر، بيروت، د. ت جـ٢ص٥٤.