هذه الخاصية في النصيحة مهمة كل راعٍ وخصوصاً ولي الأمر، ثم يليه الوالد فالمعلم وهكذا، فالنصيحة أصل من أصول الدين الإسلامي لا بد أن نربي أنفسنا عليه ونربي أبناءنا عليه -أيضاً-، وأن نتقبل النصيحة والتوجيه من كل ناصح وموجه.
سادساً: أخلاقه رحمه الله:
الخلق صفة مستقرة في النفس - فطرية أو مكتسبة - ذات آثار في السلوك، منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم.
"ونستطيع أن نقيس مستوى الخلق النفسي عن طريق قياس آثاره في سلوك الإنسان، فالصفة الخلقية المستقرة في النفس إذا كانت حميدة كانت آثارها حميدة، والعكس صحيح، وعلى قدر قيمة الخلق في النفس تكون آثاره في السلوك".
ويظهر حسن الخلق لدى الملك عبد العزيز جلياً، من خلال الأمور التالية:
١ - خلقه مع والده:
في رسالته التي أرسلها إلى عبد الله بن محمد بن ناصر يقول -رحمه الله-: "ومن عندنا الإمام الوالد"، فقد أعطاه لقب الإمام مما يشير إلى توقير الملك عبد العزيز لوالده واحترامه وبرّه به في حياته وبعد مماته كما هو معلوم عنه يرحمه الله. (انظر الرسالة الأولى) .
يقول الزركلي:"كان عبد العزيز بعد أن ولي الإمارة بالرياض، يزور أباه الإمام عبد الرحمن في قصره صباح كل يوم.
وأما والده فيزوره بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، وعندما يصل يقفز عبد العزيز من مكانه فيستقبله ويقدمه إلى صدر المجلس (مقعد الإمارة) ، يجلس هو بين يديه مع (الخويان) أو بين الزوار.
وكان حين يخاطب أباه يجعل لنفسه صفة الملوك، ويجلس بين يديه صامتاً يَنظر ما يأمره به.
ولما أراد عبد العزيز السفر من الرياض إلى الحجاز في أواخر سنة ١٣٤٦هـ دخل على أبيه يودعه، وكان يخشى أن يكون هذا هو الوداع الأخير، فكان يقبّل يديه ويسأله: هل أنت راضٍ عني؟ فيجيبه الإمام وهو جلد صبور: لا شك، فيعود إلى يديه يقبلهما، ويعيد السؤال مراراً حتى تشفى نفسه".