للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول محمد أسد: "كان يصطنع تجاه أبيه سلوكاً متواضعاً إلى أبعد حدود التواضع، حتى إنه لم يكن يسمح لنفسه مطلقاً ولم يكن يرضى بأن يطأ أرض غرفة من غرف القصر إذا كان عبد الرحمن في الغرفة التي تحتها، وكان يقول - أي الملك عبد العزيز - كيف أستطيع أن أسمح لنفسي بأن أمشي فوق رأس أبي؟! وكان لا يجلس مطلقاً في حضرة الشيخ - أي الإمام - إلا إذا دعاه إلى ذلك علانية ".

٢ - خلقه مع أبنائه:

في التاسع من رمضان سنة ١٣٥٤هـ بعث الملك الأب والمربي رسالة إلى ابنه فيصل يطلب منه المشاركة في معرض سوريا، فنجده يقول له في مقدمة الرسالة: "من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، إلى: جناب المكرم الابن فيصل"، فهو بهذا الأسلوب الأبوي الرحيم يجلّ ولده ويكرمه، ونحن في مجال التربية والتعليم نعرف ما لهذا الأسلوب من قوة في نفوس الطلاب حين تعطي لهم مكانتهم وتحترمهم وتوقرهم وتنزلهم منازلهم، فبهذا الخُلق الرفيع يذكرني بأفعال النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم حين كان ينزل الناس منازلهم. (انظر الرسالة السادسة) .

٣ - خلقه مع الرعية وخاصة العلماء منهم:

الخُلق لدى الملك عبد العزيز أمر ثابت فيه، ودليل ثبوته ثبات حسن خلقه في معاملته لوالده وابنه، ويؤكد ذلك رسالته إلى أبي يسار الدمشقي، وناصر الدين الحجازي التي قال فيها: "من عبد العزيز إلى جناب المكرمين الشيخ الفاضل أبو يسار الدمشقي، وناصر الدين الحجازي سلمهما الله تعالى ... فإني أحمد إليكما الله الذي لا إله إلا هو". (انظر الرسالة التاسعة) .

فهذه النعوت التي نعت بها هذين الشيخين لها مكانة كبيرة في نفوس المخاطبين، فهذا خلق نبيل من ملك والد يرعى حقوق رعيته في مخاطبته لهم.

ومن النماذج الدالة على خلقه الكريم مع رعيته رسائله إلى كل من:

أ - الشيخ عبد الظاهر أبو السمح.

ب - الشيخ عثمان بن بشر.

جـ - الشيخ أحمد الدهلوي.