وفي نهاية الرسالة حدد -رحمه الله- الطريق والمنهج الذي يعتقده هو ومن معه من العلماء فقال:"نحن ومشائخنا على الطريقة المحمدية والعقيدة السلفية". (انظر الرسالة التاسعة) .
وكان في الرسالة التي أرسلها إلى الشيخ عبد الظاهر أبو السمح التي أكد فيها أهمية إنشاء المدرسة قوله:"فإذا كانت المدرسة التي تريدون فتحها يعلم فيها الحديث والفقه وبالأخص فقه الإمام أحمد بن حنبل وعدم الإعابة على أحد من الأئمة فهذا نحن ممنونين فيه ونوافق عليه". (انظر الرسالة التاسعة) .
ثامناً: الهديَّة عنوان المحبة:
لقد تمثل الملك عبد العزيز المربي قول النبي صلى الله عليه وسلم:"تهادوا تحابوا"(١) ، فقد أرسل -رحمه الله- هدية إلى كل من الشيخين أبي يسار الدمشقي وناصر الدين الحجازي كتاباً فيه تحديد منهج الملك عبد العزيز الديني، فقال:"وهذه (هدية) نهديها إليكم من كلام علماء المسلمين وبيان ما نحن ومشائخنا عليه من الطريقة المحمدية والعقيدة السلفية ليتبين لكم حقيقة ما نحن عليه وما ندعو إليه". (انظر الرسالة التاسعة) .
ما تقدم ما هو إلا عرض موجز لبعض الخصائص التربوية في رسائل الملك
عبد العزيز، وكما سبق أن ذكرت فإني لا أستطيع أن أحيط بكل ما كتب، ولكني أوجزت فقط كي أعطي بعضاً من الأفكار التربوية في رسائله لمن يرغب أن يتناولها بالدراسة العميقة. والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين.
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الأعمال الصالحات، والصلاة والسلام على النبي المعلم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
(١) عبد العظيم المنذري، الترغيب والترهيب، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ١٣٨٨هـ جـ٣ص٤٣٤.