ورث الملك الإمام عبد العزيز – رحمه الله – عن آبائه وأجداده، موروثاً علمياً وزاداً حضارياً، أخذه عن علم وبصيرة، وطبقه بنية صادقة، وإرادة قوية، أحدثت معجزة باهرة في جميع أمة مقطعة الأوصال، مختلفة الرؤى متناقضة الأهداف، فانصهرت جميعها في بوتقة الإيمان، وحدة متماسكة وبنية متشابكة، فسعى إلى إعادة هذا الموروث، والاستناد إليها في كل خطوة نحو الوحدة، وطبقها بعلم مكين، وفهم دقيق، وفقه راسخ رشيد، جنبه -بفضل الله- الوقوع في المحاذير والآفات التي تورطت فيها الفرق والطوائف المختلفة. يقول الملك الإمام عن الفهم الصحيح للعقيدة "عقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح، نحن نحترم الأئمة الأربعة، ولا فرق بين الأئمة: مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة كلهم محترمون في نظرنا"[١٧] ويقول رحمه الله "أنا داعية لعقيدة السلف الصالح، وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الخلفاء الراشدين، أما ما كان غير موجود فيها، فأرجع بشأنه، إلى أقوال الأئمة الأربعة، فآخذ منها ما فيه صلاح المسلمين، أنا مسلم، وأحب جمع كلمة الإسلام والمسلمين، وليس أحب عندي من أن تجتمع كلمة المسلمين، ولو على يد عبد حبشي، وإنني لا أتأخر عن تقديم نفسي وأسرتي ضحية في سبيل ذلك"[١٨] .