إلى توجيه حماس العربي لقبيلته ومنازلها، إلى هدف عقدي يجتمعون على تحقيقه، ويكسبون معيشتهم بسببه، ويتحقق لهم الأمن والطمأنينة على مائدته، مما يستوجب ذلك تغيير المفاهيم السائدة والمصطلحات الراسخة يقول -رحمه الله-: "إني أريد تغيير نزعة العرب إلى الحرب، وعدم جعلها الأسلوب الوحيد أو الأقوى لتحقيق الأهداف حتى يشعروا بأنهم في جماعة واحدة"[٢٢] فكانت عقيدة التوحيد خير وسيلة لتغيير نزعة العرب إلى الحرب، ولم تكن العقيدة الصحيحة عند الملك شعاراً رناناً للاستهلاك المحلي، كعادة أصحاب الشعارات الطنانة والرايات الرنانة، يقول -رحمه الله-: "إني أفضل أن أكون على جبل آكل من عشب الأرض أعبد الله وحده، على أن أكون ملكاً على سائر الدنيا، وهي على حالتها من الكفر والضلال، اللهم إنك تعلم إني أحب من تحب، وأبغض من تبغض، إننا لا يهمنا الأسماء والألقاب، وإنما يهمنا القيام بحق واجب التوحيد"[٢٣] ولذا نراه لا يحاب أحداً حين القدح في جانب التوحيد، فقد زاره أحد الزعماء العرب المشهورين، ودار بينهما حوار، وأراد الضيف أن يؤكد أمراً قائلاً: وحياة رأسك فنظر إليه الملك الإمام وقال: "قل والله"[٢٤] ويعلو صوته، ويشتد غضبه إذا ما جانب أحد من رعيته عقيدة التوحيد، ولو كان مدحاً له ففي زيارته إلى الخرج سنة ١٣٦٣هـ دخل عليه شاعر واستأذنه. في قصيدة مطلعها: