كما حرم الإجهاض وقرر المسئولية على من يصيب الجنين بأضرار، وطالب ولي الأمر، عندما تشرق طلعة الضيف الجديد في أفق الحياة أن يسمعه أول صوت في الوجود "الله أكبر الله أكبر"تأكيدا لزرع بذور الدين في نفس الوالدين والوليد وأن يطعمه حلو الطعام عسى أن يكون عذب الكلام، وأمر العقيقة وقص الشعر والصدقة والختان واختيار أحسن الأسماء والتعليم لم يغفل عنها الإسلام.
أبعد أن يعني الإسلام بأفلاذ أكبادنا هذه العناية, وبعد أن تتفتح براعمهم نتركهم في مهب الرياح؟ أو نسلمهم لخادمة جاهلة تعقد نفوسهم وتفسد أخلاقهم؟ أو نبعث بهم إلى مدارس الأجانب - كما في بعض دول الإسلام - ليعلموهم: كيف يحتقرون أهليهم وذويهم، وكيف يسخرون من دينهم. وكيف يتعلقون بـ "يسوع المسيح "من دون الله؟؟!!!
إنه لا يصلح لتربية الجيل الذي ينتظر منه أن يعيد للإسلام مكانته: إلا مدرسون ومدرسات وأمهات، درسوا نفسية الأطفال، وأصول التربية الإسلامية "لا الزائفة البراقة المستوردة فليس كل ما يلمع ذهبا"، يفتتح الواحد منهم أعماله كلها أمام أبنائه ببسم الله الرحمن الرحيم ويفتح أذهانهم على كون الله الفسيح، ويطلق بأضوائه الكاشفة على عظمة الإسلام، ويشيد بأبطاله، ويكون هو قدوة في العمل والجد لهؤلاء، فلا يترك أمرا أو حادثة للإسلام فيها جانب، إلا أكد بها إيمان الأطفال والناشئين بربهم.
إن كل أب وكل أم وكل مدرس وكل مدرسة مسئول مسئولية شخصية عن أولاده وعمن يوكل إليهم أمر تعليمهم، ولا يقبل منه اعتذار بمشغوليته بتجارة أو غيرها.
فيا أيها المشغول بحاضره عن مستقبله، وبأمواله عن أبنائه، وبلذاته عن بناته، ماذا تنتظرون من ربكم إلا أن يجري عليكم سنته فيمن كان قبلكم؟ إن ابنك وصل لماضيك بحاضرك، ووصل لحاضرك بمستقبلك، وامتداد لحياتك بعد وفاتك، فإما أن تجعل هذا المستقبل سعادة وهناءة، أو تجعله شقاء ومهانة.