إن عدونا له براعة فائقة في أساليب التضليل والخداع والمناورة, إنه يستطيع أن يجعل قضية بسيطة واضحة المعالم تتشوه وتختفي عن أعين الناس بمكره ودهائه وبواسطة جهازه الجبار للدعاية والنشر، وهذا ما فعله مع قضية كشمير على كونها قضية واضحة المعالم لا غبار عليها. وحقيقة هذه القضية ليست إلا أن الشعب الكشميري يريد أن يمارس حقه في تقرير مصير بلاده بينما الاستعمار الهندي يحاول أن يحرم هذا الشعب من هذا الحق الإنساني باستخدام جميع أساليب العنف والتنكيل, أما نحن الكشميريين فإننا نرفض مبدئيا أن تحتل بلادنا قوة بدون رضانا. ولذلك لما أرادت الهند أن تحتل كشمير بمجرد أن نالت الهند الاستقلال عام ١٩٣٢م قمنا ننظم الحرب التحريرية ضد الهند، ونتيجة لهذا الجهاد تحررت المناطق التي تنضم الآن في دولة كشمير الحرة. ولما أوشكنا على الانتصار الكامل وتحرير جميع الأراضي الكشميرية تدخلت الدول الاستعمارية الغربية واستخدمت نفوذها في وقف إطلاق النار.
ومن الواضح جليا أن هدفنا من هذا الجهاد هو الإسلام ونطلب من الإخوة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يساعدونا ويشدوا أزرنا ويدعموا كفاحنا ماديا ومعنويا.
ونتمنى أن نقيم في بلدنا نظاما يقوم على العدل والتساوي، وينطلق كفاحنا من الفكرة الإسلامية، وصممنا العزم على أننا إذا فشلنا في تحقيق تحرير بلادنا بوسائل سليمة فإننا سنشرع في الكفاح المسلح بإذن الله، وإنا نعتبر هذا الكفاح جهادا إسلاميا خالصا لأن من مقتضيات الفكرة الإسلامية للحياة أن لا نستسلم أمام الجور والظلم بل نقارعه بكل ما نملك من الإمكانيات والوسائل، وإن الشعب الكشميري لن يستسلم أبدا في كفاحه ضد الغاصب الغشوم، إن الشعب الكشميري يعتمد في حد كبير في كفاحه التحريري على ما لديه من الإمكانيات ولكن مع ذلك إنه بحاجة ملحة إلى تأييد العالم الإسلامي ومساندته ودعمه خاصة والدول المحبة للحرية عامة.