للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن مؤتمر الحج يشكل اجتماعا إسلاميا دوليا لا بديل له من حيث كون هذا المؤتمر مجالا فسيحا لدراسة المشكلات الإسلامية في العالم الإسلامي وأخذ موافقة الشعوب الإسلامية على تأييدها، وأي اجتماع يا ترى يكون أفضل من اجتماع الحج لدراسة مشكلة كشمير وقضية فلسطين، وأحب أن أشير إلى الناحية التي يلتقي فيها الشعب الفلسطيني مع الشعب الكشميري وهي تتجسد في القلق الذي يقض مضجع الشعبين المسلمين في تحرير وطنهما.

وهناك تشابه كبير بين مشكلتي كشمير وفلسطين، والتاريخ يشهد بأن الاستعمار البريطاني هو الذي لعب دورا خطيرا في جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود وتسليمه لليهود الذين هاجروا إلى فلسطين من أنحاء العالم، وكما أن الاستعمار البريطاني هو الذي خلق مشكلة كشمير وذلك حينما فشل في منع قيام باكستان عام ١٩٣٢م، ووضع الملايين من المسلمين تحت نير الهندوس, فسلم منطقة جورداسبور – المنطقة الحساسة التي كانت تعيش فيهما الأغلبية الإسلامية – للهند، ومنطقة جورداسبور هي الطريق الوحيد الذي تنفذ منه الهند إلى كشمير لأن تتلاصق حدودها من جميع الجهات بباكستان. وهكذا مهد الاستعمار البريطاني طريقا لاحتلال كشمير، ولو لم يكن الأمر هكذا لم يكن للهند أي اتصال جغرافي بوطننا كشمير ولم تحدث مشكلة كشمير التي نحن فيها اليوم، وكان هدف الاستعمار الغربي من زرع هذا التصادم بين الهند وكشمير هو نفس الهدف الذي كان يهدف إليه الاستعمار الانكليزي من تسليم فلسطين لحثالة العالم وشذاذ الآفاق أي طعن خنجر في قلب الإسلام وكما أن الصهاينة في فلسطين أداة مؤثرة بيد المستعمرين كذلك الهند تقوم بنفس الخدمة للمستعمرين في منطقة الجنوب الشرقي الآسيوي، والاستعمار الهندوسي في الهند، أسوة بالصهاينة، مصاب بداء جوع الأرض، وهذا الجوع من شأنه أن يدفع الإنسان إلى ارتكاب ظلم وطحن البشرية، ولا أتمالك إلا أن أطلع إخواننا المسلمين في العالم على أننا أصبحنا نعي الآن