مطامع الهندوس بعد أن بقينا عرضة لها مدة من الزمن ولذلك نستطيع أن نقول على أساس تجاربنا أن البلاد الإسلامية وبعض البلدان في الشرق الأوسط وأفريقية ستكون عرضة للمطامع الهندوسية، ولا ألقي هذا القول على عواهنه، ولا لأجل الدعاية فقط بل إنكم إذا تشكون في ذلك فلكم أن تطالعوا المبادئ الأساسية التي يحتضنها الاستعمار الهندي الغاشم.
ومزايا الدبلوماسية الهندوسية تلتقي مع مزايا الدبلوماسية الصهيونية بقضها وقضيضها وهي الدعوة إلى السلام، كذبا وزورا، ثم اللجوء إلى العدوان المسلح، وتتكشف أكاذيب الفكرة الهندوسية كما تكشفت أكاذيب الفكرة اليهودية في العالم، وقليل من الناس في الدنيا الذين يثقون فيما يعلنه الصهاينة والهندوس من دعوتهم إلى السلام العالمي وينشرون من المخططات البناءة المزعومة بواسطة أجهزة الدعاية, فبينما كانت إسرائيل تدعي السلام وتطالب بإقامة السلام العالمي شنت هجوما عدوانيا على البلاد العربية، والهند كذلك تحذو حذوها وتتبع خطواتها، ومن سوء الحظ أن بعض زعماء الهند نجحوا في إقناع بعض البلدان العربية بأن الهند صديق مخلص وفيٌّ لها, ولكنه مع ذلك يوطد صداقتها مع إسرائيل، ولكن هذه الصداقة هي في حقيقتها لا تختلف عن تصريحات موشى دايان بأن إسرائيل صديقة للعرب.
وكذلك من أبرز وجوه التشابه في هذين العميلين الاستعمار الغربي اللذين يتجشمان على قلب الدول الأفرو آسيوية عُدُولهما عن الإيفاء بالمواثيق حيث أن الهند نكثت مرارا مواثيقها التي أبرمتها لحل قضية كشمير ولا تختلف تجارب البلاد العربية مع إسرائيل في هذا الباب عن تجارب أهل كشمير مع الهند لأن إسرائيل كذلك لا تزال تنكث وعودها وتمزق مواثيقها التي أبرمتها في المنابر الدولية لحل قضية فلسطين، وإذا أضفنا على الهند لقب – إسرائيل الآسيوية – فلا نتجاوز الحقيقة أبدا.