الماركسية باسم (الاشتراكية العلمية) .. مستغلة اسم أحد هذه المؤلفات وشهرة مصنفه الإسلامية، تقتطع منه نصا من هنا ونتفة من هناك، وعبارة من هنالك لتعمق في صدور المضللين من مستمعيها شعور التصديق بهذه الانحرافات الخبيثة، ولم يمنعها من ذلك احتجاج المؤلف – غفر الله له – يومئذ وتسفيهه تصرفها غير الشريف على صفحات الصحف!..
ولقد كان الجهل بحقيقة الاشتراكية ولا يزال من أكبر المساعدات على انتشارها في غمار العامة وأشباههم.. إذ كان كل ما يعرفونه من أمرها أنها تنظيم اقتصادي بحت، يصون للعمال والفقراء حقوقهم في الحياة وفي ثمرات كدهم من عبث الظالمين من ملاك المال ووسائل الإنتاج.. لا يتجاوز ذلك إلى أي شيء من مقدسات الناس وكرامتهم الإنسانية وتطلعاتهم الروحية.. ولكنهم ما إن أسلموها ثقتهم حتى وجدوا أنفسهم مقطورين بعجلتها إلى أعماق الظلمات، وإذا هم أخيرا في أقصى القاع، لا يملكون قدرة حتى على رفع أبصارهم إلى ما فوق مواقع أقدامهم، وهناك فقط علموا أن الاشتراكية ليست تنظيما اقتصاديا صرفا كما أوهموا من قبل، ولكنها (دين شيطاني) يريد أن يفرض نفسه على كل مقدرات الإنسانية خلقا وفلسفة وفنا وأدبا وعلما وسلوكا.. ثم يحبسها ضمن أغلال المادة فلا يسمح لها بالتفكير في ما وراء هذه القضبان من روحانية وألوهية وحشر وحساب!.. ثم كان عاقبة ذلك ما نراه من أقدام هؤلاء المضللين على تخريب الحياة كلها بإغراقها في سيول من الكوارث لا يكاد يتصورها الخيال، لولا بروزها في كل مكان تغلغلت إليه سموم هذه الدعوة اليهودية المدمرة!. ولا جرم أن المؤلف رحمه الله لو امتدت به السن إلى اليوم، وأتيح له أن يشهد ما شهدناه وتسامعنا به من جنون هذه النحلة الشيطانية وزوابعها المتبرة في الصين، حيث قامت زحوف الثورة الثقافية بما عجزت عنه كل الثعابين والجرذان والسباع الضواري في سائر أنحاء العالم، إلى جانب عملها في المجر حيث سحقت أربعة عشر