ألف دبابة روسية أجساد مئات الألوف من الناس الذين جرؤا على المطالبة بحقوقهم الإنسانية، ثم في تشيكوسلوفاكية، حيث اقتحمت مئات ألوف الجنود الحمر بآلياتهم الجهنمية أنحاء البلاد، التي حاولت تحرير نفسها من بعض قيود التبعية الشيوعية.
وأخيراً ما صرنا إليه من هزائم حزيران التي توجب بها الاشتراكية المذلة جرائمها في تحطيم الطاقات الإسلامية، والحيلولة بينها وبين الدفاع عن بقية الوطن الإسلامي في قلب الديار العربية، ثم ما نواجهه اليوم من عدوان صارخ تحتاج به الوثنية – ومن ورائها أعوانها الطغاة من موسكو وواشنطن وتل أبيب – حرمات الأرض الطاهرة – باكستان – التي أقامها الإسلام لتكون مجال التطبيق العملي لنظامه الأمثل في العالم الضائع، فأبى حكامها الزائفون إلا أن يجردوها من كل المقومات الإسلامية، حتى فتحوا حصونها للاشتراكية الهدامة، فإذا هي تقتحم القلوب الفارغة من معانيه العليا، ليكونوا الأدوات المنفذة لأهداف الوثنية الهندية والبلشفية الصينية والروسية، فيعملوا في أمتهم من ألوان الفتك ما لم يخطر حتى في تصورات وحوش السيخ! .. أجل.. لو أتيح له أن يرى ذلك وأشباهه من مذابح ومحارق الاشتراكية في قلب الوطن الإسلامي وما حوله.. لما اكتفى بصفحاته هذه، ولوجد المجال متسعا لأضعاف ما كتب، ولا يراد أضعاف ما عرض من شواهد بل فضائح هذه النحلة الشيطانية، التي لم يعرف التاريخ قط وسيلة أنجع منها في الهبوط بمكانة الإنسان إلى أدنى دركات الحيوان.