ومن مقتضيات المقارنة بين الإسلام والاشتراكية أنها تسوق إلى الكلام عن الجانب الآخر من الجاهلية العالمية الجديدة، وكذلك فعل المؤلف إذ تناول بالنقد العلمي نفسه معايب الرأسمالية وعواقب بغيها الرهيب، وأبرز بإنصاف العالم الدقيق دورها في التمهيد لذلك الطغيان، الذي هدم السدود الخلقية، التي أقامها الوحي والحضارة وتجارب عشرات الأجيال من حكماء البشر، في وجه الغرائز المنحطة، التي فجرتها التحريضات الاشتراكية في صدور الطبقة العاملة، فجعلت منها ألغاما تنسف كل ما بنته الإنسانية من مشاعر الاستقرار والمودة والخير.. وبذلك كشف الستار الموهوم عن مدى القرابة بين الاشتراكية وأختها الفوضوية الكافرة، فكانت هذه المذاهب التي أتمت دور الرأسمالية الغربية في تخريب الحياة البشرية.. لأن من طبيعة الوباء أن يوقظ أقصى طاقات الجسم الموبوء، فيكون رد الفعل لكل صدمة متناسبا مع ثقلها.. وهكذا قوبل نزوع الرأسمالية خلال الإسلام إلى التهام كل شيء بالاشتراكية التي تستهدف تجريد الإنسان من كل الوسائل التي تمكنه من السيطرة على أي شيء..