للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤-وعن ثابت بن الضحاك – رضي الله عنه – قال:"نذر رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالو: لا ٠ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم" (١)

الفصل الثاني: سد الذرائع المؤدية إلى الشرك الأصغر٠

الشرك الأصغر: هو النوع الثاني من أنواع الشرك بعد الأكبر، وهو لا يخرج من الملة، ولكنه قد يحبط العمل الذي يصاحبه أو ينقص ثوابه (٢) ، وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته منه، كما جاء في حديث محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء ٠ يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤن في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟ "، والمراد بالرياء في هذا الحديث هو يسيره، لا النفاق الاعتقادي الأكبر المخرج من الملة، وذلك أن الرياء قد يطلق ويراد به النفاق الأكبر كما جاء في قوله تعالى: {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (٣)


(١) ١ بوانة: هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر. انظر معجم البلدان جـ ١/٥٠٥
أخرجه أبو داود في سننه كتاب الأيمان والتذور باب ٢٣ جـ٩ / ١٤٠.وقال الشيخ الألبانى٠ صحيح٠ انظر صحيح سند أبى داود جـ٢ /٦٣٧.
(٢) انظر معارج القبول جـ١ / ٤٥٠.
(٣) البقرة / آية: ٢٦٤.