وكان السلف يدأبون في طلب العلم ولا يعرفون عطلة ويديمون من أجله الرحلة, ومن أقوالهم:"لا بارك الله في يوم لا أزداد فيه علماً، "من استوى يوماه فهو مغبون"، "الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها".
وفي قصة الخطيب التبريزي مع نسخة كتاب التهذيب ورحلته لأبي العلاء المعري وما حدث عليهما أكبر دليل على حرص السلف على الدأب في طلب العلم مطلقًا وشغل أوقات فراغهم.
سادسًا: التعليم المادي:
وليس المراد به التعليم المهني كالطب والهندسة والزراعة.. الخ, بل التعليم الذي يقصد به صاحبه الحصول عن طريقه على وظيفة يحصل بها على المادة وذلك ما يكون فيمن ينظر إلى وظائف الحكومات التي تستوعب الكثير من المتخرجين, وقل أن تبرز في خضم أعمالها ملكات الموهوبين، فيكون هذا الصنف للحصول على الشهادات فحسب, بخلاف الذين لهم عزم على العمل الحر أو العمل المهني فإن ذلك الصنف يتعلم ليحصل على معلومات تتكون بها شخصيته وبها يكون قوامه ويشق طرق حياته بسلاح الموهبة والشهرة في النجاح في العمل وفرق بين الفريقين:.
١- فالأول يكتفي بملخص عرض الاستاذ ونقاط الدرس أو المحاضرات بينما الثاني يحرص على تفاصيل الموضوع ويستزيد الأستاذ إيضاحاً.
٢- والأول ينجح في الملخصات والمختصرات بالقدر الذي ينجح في الاختبار بينما الثاني يطمح إلى أمهات الكتب والمطولات إلى الهدف الذي يشبع رغبته.
٣- والأول يتمسك ذهنه على معلوماته إلى أن يسلم ورقة الإجابة عن سؤال الامتحان بينما الثاني يعتبر أسئلة الامتحان درسًا جديدًا يستزيد منه علمًا.
٤- الأول تنتهي صلته بالعلم عند انتهائه من الدراسة وتسلمه الشهادة بينما الثاني يبدأ أبحاثه وتجاربه إلى أن يتسلم الناس عنه أحسن النتائج ومنشأ المشكلة في هذا النوع من حيث أن الطالب أو على الأصح المتخرج الجامعي يفقد خصائص الجامعيين من حب البحث وكثرة الاطلاع وسعة الأفق فيقف حيث سار الناس.