للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة

في ظل ملك ثابت الأوتاد

وقال ابن مسعود وابن عباس في رواية عطية: الأوتاد: الجنود يقوون ملكه كما يقوي الوتد الشيء. وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الأحْزَابُ} الظاهر أن الإشارة فيه راجعة إلى أقرب مذكور وهم قوم نوح ومن عطف عليهم، وفيه تفخيم لشأنهم، وإعلاء لهم على من تحزب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعناه: هؤلاء الأقوياء لما كذبوا الرسل عوقبوا، وأنتم كذبتم كتكذيبهم مع أنكم أضعف منهم. ويجوز أن يكون (أولئك) مبتدأ والأحزاب خبره، والجملة بدل من الطوائف المذكورة. ويجوز أن تكون (أولئك) مبتدأ والخبر إن كل إلاّ كذب الرسل مع حذف العائد والتقدير أي: كلهم أو كل منهم والجملة مستأنفة لتقرير مضمون ما قبلها. وقوله: {إِنْ كُلٌّ إِلا كَذَّبَ الرُّسُلَ} يجوز أن تكون الجملة خبراً كما مرّ ويجوز أن تكون استئنافية لتقرير تكذيبهم على أبلغ وجه، وتمهيد ما عقب به، و (كل) مبتدأ و (إلاّ) استثناء مفرغ، وجملة (كذب) الخبر؛ أي: ما كل واحد منهم محكوماً عليه بحكم أو مخبراً عنه بخبر إلاّ بأنه كذب الرسل، لأن الرسل يصدق بعضهم بعضاً وكلهم متفقون على الحق، فتكذيب كل واحد منهم تكذيب لهم جميعاً، ويجوز أن يكون من مقابلة الجمع بالجمع فيقتضي القسمة آحاداً، وعليه فالمعنى ما كل واحد منهم محكوماً عليه بحكم أو مخبراً عنه بخبر إلا بأنه كذب رسوله. والحصر -هنا- عل سبيل المبالغة؛ كأن سائر أوصافهم بالنظر إلى ما أثبت لهم بمنزلة العدم، فيدل على أنهم غالون في التكذيب. ويدل على ذلك أيضاً تكرير