التكذيب وإيضاحه بعد إبهامه، وتنويع تكريره بالجملة الفعلية ألا وهي كذبت وبالاسمية الاستئنافية ثانياً؛ وهي: إن كل إلا كذب الرسل، وما في الاستثنائية من الوضع على وجه التخصيص والتأكيد، فكل هذا يفيد أنواعاً من المبالغة المسجلة عليهم باستحقاق أشد العذاب وأبلغه ولذلك رتب عليه قوله تعالى:{فَحَقَّ عِقَابِ} وقد وقع عليهم عقاب الله تعالى الذي أوجبته جناياتهم مع تنويع أصناف العقوبات فأغرق قوم نوح بالطوفان، وغشى فرعون وقومه من اليم ما غشيهم، وأهلكت عاد بالدبور، وثمود بالصيحة، وقوم لوط بالخسف وأصحاب الأيكة بعذاب يوم الظلة.
وقوله تعالى:{وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاء} شروع في بيان عقاب كفار مكة بعد بيان عقاب أضرابهم من الأحزاب، فالمشار إليه بهؤلاء أهل مكة، والإشارة به لتحقير شأنهم وتهوين أمرهم، وقوله تعالى:{مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ}(ما) نافية ولها خبر مقدم و (من) حرف جرّ جيء به لاستغراق النفي، و (فواق) مبتدأ والجملة في محل نصب صفة لصيحة.
وقوله:{وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} استئناف لبيان استهزائهم بالوعيد، وسخريتهم من التهديد، ولتقرير مضمون ما تقدم من وصف استكبارهم وعنادهم.