للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"أنا كمسؤول في هذه البلاد وأنتم كأبناء وجب عليَّ أن أبدي نصحي لكم وهو أن تتمسكوا بعقيدتكم ليس فقط كمظهر ولكن هي الحقيقة الواقعة وأهم شيء، وأكرر مرة أخرى الصلوات الخمس حتى ولو في أثناء مزاولة الرياضة التي تؤدونها لأنها فخر أن يتوقف الإنسان ويؤدي ما أمره الله أن يؤديه" (١) .

لقد اشتملت هذه الكلمة لخادم الحرمين الشريفين على تطبيق تربوي للتوجيه النبوي الذي ورد في هذا الحديث الشريف:

فقد روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع في مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" (٢) .

والحديث النبوي السابق لم يدع أحداً في المجتمع دون أن يحمله مسؤولية من يلي أمره؛ ولذا كان توجيه خادم الحرمين الشريفين لأبنائه الشباب مرتكزاً على هذا الحديث الشريف، كما أن كلمته - حفظه الله - تدل على وعي وبصيرة إيمانية، إضافة إلى ارتكازها - أيضاً- على مضمون الآيات القرآنية التالية:

قال الله تعالى: {حَافِظوا عَلى الصَّلوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطى وَقومُوا للهِ قَانِتِينَ} (البقرة ٢٣٨) .

وقال الله تعالى: {فَأَقيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقوتًا} (النساء ١٠٣) .

كما تحدث - حفظه الله - لأعضاء المنتخب الوطني قبل سفرهم إلى سنغافوره في الثالث من رجب عام ألف وأربعمائة وأربعة من الهجرة قائلاً:


(١) وزارة الإعلام السعودية، وثائق للتأريخ، مرجع سابق، ص٢٢٩.
(٢) رواه البخاري في كتاب الأحكام ٨/١٠٤،ومسلم في الإمارة٦/٧،٨.