للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"فلنأخذه عهداً على أنفسنا أمام غافر الذنب وقابل التوبة ونحن في هذه الرحاب الطاهرة بأن نعمل جميعاً على إعلاء كلمة الله ونصرة الحق وتطهير النفوس من شوائبها وإخلاص النية لله وحده في القول والعمل" (١) .

وهنا يستخدم خادم الحرمين الشريفين أحد أساليب التربية الإسلامية في توجيهاته المتمثلة في ارتباط القول بالعمل، كما أن توجيهاته هي من غايات وأهداف التربية الإسلامية التي تسعى إلى تحقيقها.

كما تحدث - حفظه الله - لضيوف الرحمن في السادس من ذي الحجة عام ألف وأربعمائة وأربعة من الهجرة قائلاً:

"وستمضي - المملكة - قدماً نحو أهدافها التي تنبع من سياستها المرسومة وهي إعلاء كلمة الله والتمسك بعقيدتنا السمحة وإقرار الحق ونصرة المظلوم وعون المحروم وإشاعة العدل وإفشاء السلام كما أنها ستعمل جاهدة ومستعينة بالله ثم بأشقائها على كل ما يقرب بين الأخ وأخيه محاولة للانتصار على النفس والارتفاع فوق الأحداث والتغلب على المصاعب بأساليب الحكمة والكلمة الحسنة ودفع الأذى بالتي هي أحسن" (٢) .

تضمنت هذه الكلمة أعلى وأرفع الآداب التربوية للفرد والمجتمع وهي: أن التمسك بالعقيدة الإسلامية أمر مهم وضروري للسعادة في الدارين، وتربية أبناء المجتمع على التواصي بالحق، ونصرة المظلوم، والدفاع عنه، وعون المحروم، وإشاعة العدل بين الناس، وافشاء السلام، والذي يعد من القيم الاجتماعية للتربية الإسلامية، والانتصار على النفس بمكارم الأخلاق والفضائل النبيلة، والتغلب على المصاعب بأساليب الحكمة الحسنة.

ولقد كان للمملكة مواقف مضيئة في كثير من شؤون المسلمين، بمساعدتهم في أي مكان، وإغاثة المحتاجين منهم والمتضررين من الكوارث، ونصرة المسلمين والمقهورين، والدعوة إلى السلام بالحوار والتفاهم، وإعمال الحكمة والروية في معالجة الكثير من المصاعب مهما كانت.


(١) وزارة الإعلام السعودية، وثائق للتأريخ، مرجع سابق، ص٢٧٤.
(٢) المرجع السابق، ص٢٧٢.