للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لأن تقوية الصلات والروابط بين المسلمين وتجمع الصف الإسلامي ووحدة أبناء الأمة المسلمة في أرجاء المعمورة كلها أهداف تعمل التربية الإسلامية من أجل تحقيقها بين جميع أفراد الأمة المسلمة" (١) .

ويتبين مما سبق أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين تتفق مع ما تسعى التربية الإسلامية إلى تحقيقه في نفوس المتعلمين.

ولذلك "فرسالة التربية والتعليم إذن هي صنو لرسالة الأمة في الحياة، فعن طريق التربية يتربى الفرد الصالح، والأسرة الصالحة، والمجتمع الصالح، وتنمو المفاهيم الإنسانية الخيرة بين بني البشر من أجل تفاهم دولي أفضل، وذلك وفق ثقافة الأمة وحضارتها وتراثها وتصوراتها عن الكون والإنسان والحياة" (٢) .

وتحدث - حفظه الله - بمناسبة عيد الفطر المبارك في غرة شوال عام ألف وأربعمائة وثلاثة من الهجرة قائلاً:

"ولا شك أن هذاكان نتيجة حتمية للتفرق والتشاحن والابتعاد عن تعاليم ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لا سيما في عصرنا هذا الذي تتكاثر فيه الفتن وتتصارع فيه الأمم وتضيع فيه القيم فنجعل من هذه المناسبة الكريمة فرصة للعودة الخالصة إلى الينبوع الصافي إلى نهج الله المستقيم إلى تعاليم الإسلام الحنيف لتستعيد الأمة الإسلامية قوتها ومنعتها ولتكون الجديرة بحمل الأمانة" (٣) .

يوضح خادم الحرمين الشريفين في الكلمة السابقة أن من أسباب وهن وضعف الأمة المسلمة هو الابتعاد عن الشريعة الإسلامية السمحة وتعاليم الله -تعالى- وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي من شأنه أن يفتت أواصر الترابط بين أبناء الأمة المسلمة بل وبين أفراد المجتمع الواحد.


(١) محمد أحمد معبر القحطاني. التربية الإسلامية أهدافها أسسها خصائصها. ط١. جدة: دار الشروق، ١٤٠٦هـ/١٩٨٦م، ٢٣، ٢٤.
(٢) إسحق أحمد فرحان. التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة. ط٣. أربد: دار الفرقان، ١٤١١هـ/١٩٩١م، ص١٣.
(٣) وزارة الإعلام السعودية، وثائق للتأريخ، مرجع سابق، ص٩٤.