للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"ونحن اليوم أيها الأخوة وكما تعلمون أحوج ما نكون اعتصاماً بكتاب الله وتمسكاً بسنة نبيه المصطفى الأمين بعد أن أصابنا الوهن والضعف بسبب ما طرأ على الأمة المسلمة من ويلات ونكبات أحدثت في كيانها شروخاً وفي بنائها تصدعاً وفي لحمتها بعض الانفصام مما أطمع فينا العدو وشجعه على احتلال الأرض واغتصاب الحق وسلب الحريات وانتهاك الحرمات، ولا سبيل إلى قهره ورد كيده في نحره إلا بالعودة إلى الله والاعتصام بحبل الله ولا خلاص لنا منه إلا بتوحيد الكلمة وضم الصفوف والتآخي فيما بيننا" (١) .

في هذه الكلمة لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - دعوة إلى ضرورة الاعتصام والتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأن الوحدة بين المسلمين قادرة على قهر العدو ورد ظلمه إذا ما تمسكوا بكتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

(١٢) التحذير من الفرقة والتطاحن:

حذر خادم الحرمين الشريفين المسلمين من الوقوع في الفرقة والتطاحن، وكذلك من الوسائل التي يلجأ إليها أعداء الإسلام والمسلمين لتحقيق ما يهدفون إليه من تفكك الأمة المسلمة، حيث قال - حفظه الله - في هذا الصدد في إحدى المناسبات:

"ونحن نعتقد أن الاستعمار بشكليه القديم والجديد يزيد من نار الفتنة التي تشتعل بين دول الإسلام وتدعو إلى الهدم واستغلت انفعالات الجماهير التي حركتها مظالم الشرق والغرب لكي توجهها إلى الداخل تحطم وتهدم وتنادي بلغة لا يعرفها الإسلام، لغة الضعف دون إنسانية، والقتل دون مبرر، والعيش في أبراج عاجية بعيدة عن الحقيقة والواقع" (٢) .


(١) المرجع السابق، ص٢٧٤.
(٢) دار الأرض، مرجع سابق، ص١٦٧.