إن مطالبة خادم الحرمين الشريفين الشباب السعودي عدم التوقف عند حد معين من العلم والمعرفة تتوافق مع ما أرشد إليه القرآن الكريم وأبانه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي السعي لطلب العلم لمعرفة الله - عز وجل - ودينه وشرعه، وقد أمر الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقلمِ، عَلمَ الإنْسَانَ مَا لمْ يَعْلمْ}(العلق: ١-٥) .
وليس أدل على فضل الاستزادة من العلم من أمر الله - سبحانه وتعالى- لنبيه عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم أن يستزيد من العلم.
قال الله تعالى:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}(طه: ١١٤) .
وتأكيداً لحث الدين الإسلامي على طلب العلم قال خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في كلمة لمعلمي الأجيال في الثاني والعشرين من شهر محرم عام ألف وأربعمائة وثلاثة من الهجرة:
"إن ديننا الإسلامي الحنيف هو دستورنا ومنهاجنا في الحياة قد حثنا على تحصيل العلم من المهد إلى اللحد، وإن كتاب الله الحكيم قد حبذ للمسلم السوي أن يسلك طريق العلم والتعليم والتدبر والتفكر والتذكر منذ أول آية نزلت في سورة (اقرأ) إلى آخر ما أنزل الله على رسوله الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم"(١) .
في هذه الكلمة لخادم الحرمين الشريفين ورائد النهضة التعليمية في المملكة العربية السعودية دعوة وتوجيه وإرشاد في الحث على طلب العلم، من منطلق أن الإسلام حثنا على ذلك، حيث قال الله تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}(الزمر: ٩) .
(١) عبد الله عبد المجيد بغدادي. الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية. ط١. جدة: دار الشرق للنشر والتوزيع والطباعة، ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م. ص١٦٥.