للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حقاً لقد كان هذا المشروع العملاق حلماً يراود الكثيرين من المسلمين في الداخل والخارج، وقد لاحظ خادم الحرمين الشريفين بثاقب بصره وبعد نظره الحاجة الماسة إلى مثل هذا المشروع الضخم، وإن كان حلماً تصوره البعض بعيد المنال فقد: كانت التوسعة التي أنجزت في عهد الملك فيصل رحمه الله بمثابة حل مؤقت كان لا بد من البحث عن بديل له خاصة وأن نظام التسقيف في المظلل منها لا يتناسب مع الشكل البديع الذي ظهرت به عمارة المسجد النبوي الشريف (١) .

كما لاحظ حفظه الله وخلال إحدى زياراته للمدينة المنورة، أن الساحات المغطاة دون بناء أصبحت تضيق بالمصلين والزائرين والحجاج ولهذا وغيره من الأسباب أدرك خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بما يمتلك من حس معماري تجلى فيما أنجز في عهده من المنشآت الحضارية الراقية، أن بقاء المسجد الشريف بهذا الوضع غير مناسب لا سيما وأن أعداد المسلمين الراغبين في زيارة الأماكن المقدسة في ازدياد، وصار الكثير منهم يصلّون في الطرقات والميادين المكشوفة تحت أشعة الشمس ووطأة لهيبها، ولا بد من الاستفادة من المساحات المظللة في غرب المسجد ومن قدم المباني في حي الأغوات، ومن خلو المنطقة المحيطة بالحرم القديم من الجبال التي يمكن اعتبارها من المعوقات لإنجاز مثل هذا المشروع (٢) .

بيان إلى العالم الإسلامي:

وفي بيان أذيع في الصحف المحلية طلبت حكومة المملكة العربية السعودية من كافة

حكومات العالم الإسلامي بصفة خاصة ودور الاستشارات الهندسية في العالم بصفة عامة المشاركة في إبداء الآراء والمقترحات حول الصفة التي يجب أن تكون عليها التوسعة السعودية الثالثة بحيث تتمشى مع الشكل القائم في المسجد النبوي الشريف (٣) .


(١) المصدر السابق: ٢/٦٦.
(٢) المصدر السابق: ٢ /٦٦.
(٣) المصدر السابق: ٢/٦٦.