ولم تكن توسعة وعمارة خادم الحرمين الشريفين بنياناً جامداً، وإنما هي صورة حية تتشكل من مجموعة خصائص مختارة بعناية فائقة من أفضل العناصر المعمارية والإنشائية والكهربائية والميكانيكية تجمّعت كلها في عقد متناسق لتشكل في النهاية جسماً واحداً يمتزج فيه العنصران: الروحي؛ بما يمثله المسجد الشريف من قيمة روحية سامية، والمادي بما يمثله من حيوية معمارية باهرة.
وقد حرص خادم الحرمين الشريفين على التوجيه باختيار أفضل النظريات الهندسية وأحدث الأساليب الميكانيكية لهذا الإبداع المعماري لقناعته - حفظه الله - بأن أفضل الأعمال أبقاها، ولهذا توافرت كل عناصر التفوق في الخصائص الميكانيكية والكهربائية في التوسعة (١) .
وصف ِعمارة خادم الحرمين الشريفين:
من أجل ذلك كل يعدّ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعةالمسجد النبوي الشريف أكبر مشروع في تاريخ المسجد النبوي، فقد كانت مساحة المسجد قبل التوسعة السعودية الأولى عشرة آلاف وثلاثمائة متر مربع تستوعب سبعة عشر ألف مصل ثم أصبحت بعد التوسعة السعودية الأولى ستة عشر ألفاً وخمسمائة متر مربع تستوعب ثمانية وعشرين ألف مصل، وقد بلغت زيادة خادم الحرمين الشريفين ٨٢٠٠٠ متر مربع بطاقة استيعابية ٢٥٥٠٠٠ مصل.
ويستوعب مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين ستمائة وخمسين ألف مصل في الأيام العادية وأكثر من مليون مصل في مواسم العمرة والحج.
أما مساحة مشروع خادم الحرمين الشريفين: فهي ثمانية وتسعون ألفاً وخمسمائة متر مربع للمسجد، وسبعة وستون ألف متر مربع مساحة السطح المستخدم للصلاة، ومائتان وخمسة وثلاثون ألف متر مربع مجموع الساحات المحيطة بالمسجد، ومن ثمّ فإن مجموع المساحات أربعمائة ألف وخمسمائة متر مربع تشمل المسجد والسطح والمساحات المحيطة به.
وقد أضاف مشروع التوسعة ست مآذن جديدة بارتفاع مائة وخمسة أمتار لكل مئذنة ليصبح مجموع مآذن المسجد عشر مآذن.